اخبار التقنية

علي بابا تطلق نموذج ذكاء اصطناعي جديد بقدرات تحليل المشاعر البشرية

عززت شركة علي بابا مكانتها في قطاع الذكاء الاصطناعي عبر إطلاق نموذجها الجديد “R1-Omni” الذي يتميز بقدرته الفريدة على التعرف على المشاعر البشرية وتحليل البيئة المحيطة بالمستخدمين هذا التطوير جاء ضمن جهود الشركة لمنافسة عمالقة الذكاء الاصطناعي مثل OpenAI التي تقود هذا المجال بنماذجها المتطورة وأبرزها ChatGPT تم تطوير النموذج بواسطة مختبر تونغي التابع لعلي بابا وهو يمثل خطوة كبيرة في تحسين تقنيات الرؤية الحاسوبية والتفاعل مع المستخدمين بطريقة أكثر واقعية وذكاءً.

وفقًا لوكالة بلومبرغ فإن “R1-Omni” متاح كمشروع مفتوح المصدر مما يتيح للباحثين والمطورين فرصة الاستفادة منه وتطويره بشكل مستمر خلال العروض التوضيحية أظهر النموذج دقة كبيرة في تحليل المشاعر البشرية من مقاطع الفيديو بالإضافة إلى وصف الملابس والبيئة المحيطة مما يعزز تطبيقاته في العديد من المجالات مثل الأمن والمراقبة وتحليل تفاعل المستخدمين في البيئات الرقمية يعتمد النموذج على تطويرات جديدة مستندة إلى نموذج سابق يُدعى HumanOmni وهو من تصميم الباحث جياشينغ تشاو مما يؤكد استمرار تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي في الشركة.

يأتي هذا الإطلاق في ظل احتدام المنافسة في قطاع الذكاء الاصطناعي داخل الصين حيث برزت شركات مثل DeepSeek التي تمكنت من تحقيق نجاحات كبيرة وصلت إلى حد تفوق أحد نماذجها على ChatGPT مما أحدث تأثيرًا واضحًا في المجال هذا الإنجاز دفع الشركات الكبرى إلى تكثيف استثماراتها في الأبحاث والتطوير حيث تسعى علي بابا إلى ترسيخ وجودها من خلال تطوير نماذج قادرة على المنافسة في السوق العالمية.

إلى جانب “R1-Omni” تستثمر علي بابا بقوة في مشاريع الذكاء الاصطناعي الأخرى بما في ذلك نموذج “Qwen” الذي يُقارن بنماذج DeepSeek مما يعكس مدى التزام الشركة بتقديم حلول ذكاء اصطناعي متطورة تلبي احتياجات المستخدمين في مختلف المجالات هذه الاستثمارات تأتي في إطار رؤية استراتيجية تهدف إلى توسيع نطاق استخدام الذكاء الاصطناعي ليس فقط في التحليل والتفاعل ولكن أيضًا في تقديم خدمات مبتكرة تعتمد على التعلّم العميق ومعالجة اللغة الطبيعية.

لم تقتصر خطط علي بابا على تطوير نماذج جديدة فقط بل اتجهت إلى عقد شراكات استراتيجية لتعزيز انتشار تقنياتها ومن بين أبرز هذه الشراكات تعاونها مع آبل لتوفير ميزات الذكاء الاصطناعي في هواتف آيفون داخل السوق الصينية مما يشير إلى طموح الشركة في دمج تقنياتها مع المنتجات العالمية كما أتاحتها لنموذج “R1-Omni” عبر منصة Hugging Face مجانًا في خطوة واضحة لمنافسة OpenAI التي أطلقت مؤخرًا نموذج GPT-45 لكنه لا يزال مقتصرًا على أصحاب الاشتراكات الاحترافية بسعر 200 دولار شهريًا.

تسعى علي بابا إلى الوصول إلى ما يُعرف بـ”الذكاء الاصطناعي العام” وهو مستوى متقدم من الذكاء الاصطناعي يمكنه التفكير والاستنتاج بشكل مستقل مثل البشر هذه الرؤية أكدها الرئيس التنفيذي للشركة “إيدي وو” خلال لقائه مع المحللين في فبراير الماضي حيث شدد على أن تحقيق هذا الهدف يمثل أولوية قصوى للشركة هذه الطموحات تعكس الاتجاه العالمي المتزايد نحو تطوير نماذج ذكاء اصطناعي أكثر تطورًا يمكنها التعامل مع المهام المعقدة واتخاذ قرارات بناءً على التحليل العميق للبيانات.

مع استمرار التطورات في هذا المجال باتت المنافسة بين الشركات التقنية الكبرى تتركز على تحسين قدرات الذكاء الاصطناعي وتقديم تجارب مستخدم أكثر ذكاءً وتفاعلية نجاح نموذج “R1-Omni” في قراءة المشاعر البشرية وتحليل البيئات المحيطة يفتح الباب أمام استخدامات متعددة في مجالات مثل التعليم والصحة والأمن والتفاعل الاجتماعي هذا النوع من التقنيات يمكن أن يُحدث تحولًا جذريًا في كيفية تعامل البشر مع الأجهزة الذكية والتطبيقات الرقمية مما يجعل المستقبل الرقمي أكثر تكيفًا مع احتياجات المستخدمين.

في ظل هذا السباق المحموم نحو التفوق في تقنيات الذكاء الاصطناعي يبدو أن علي بابا لا تكتفي فقط بمواكبة المنافسة بل تسعى إلى إعادة تعريف معايير الذكاء الاصطناعي من خلال الابتكار والتطوير المستمر ومن المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة المزيد من التحديثات والتحسينات على نموذج “R1-Omni” مما قد يجعله أحد النماذج الرائدة في هذا المجال.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى